متابعة : محمد كريم اليوسفي
شهدت منطقة عين لحصن بضواحي مدينة تطوان، يوم الخميس 19 يونيو 2025، كارثة بيئية خطيرة تمثّلت في اندلاع حريق غابوي مهول أتى على مساحات شاسعة من الغطاء النباتي، مُخلّفا خسائر بيئية جسيمة وسط حالة استنفار شامل لدى السلطات المحلية والمصالح الأمنية.
واندلعت ألسنة اللهب في ساعات الصباح الأولى، وسط الغطاء النباتي الكثيف الذي تتميز به غابة عين لحصن، وسرعان ما امتدت بفعل الرياح الشرقية القوية والارتفاع الكبير في درجات الحرارة، ما صعّب من عمليات الإخماد الأولى وساهم في توسع رقعة الحريق.
وعقب إشعار السلطات، تدخلت فرق الإطفاء بسرعة، مدعومة بعناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة، كما تم استدعاء طائرات متخصصة في الإطفاء الجوي، في إطار تنسيق متعدد المستويات أشرف عليه والي جهة طنجة تطوان الحسيمة بمعية عامل إقليم تطوان.
ورغم الجهود المكثفة، التهبت النيران نحو 15 هكتارا من المساحات الغابوية، حوّلت خلالها جزءا كبيرا من ثروة المنطقة الطبيعية إلى رماد. وقد جرى تطويق الحريق بحزام أمني طبيعي لمنع امتداده إلى التجمعات السكنية والأراضي الفلاحية المجاورة، دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية في ممتلكات السكان حتى مساء الخميس.
وفي تطور خطير، كشفت مصادر إعلامية أن الحريق كان مفتعلا، حيث تم توقيف مشتبه فيه ينحدر من إقليم وزان، يشتبه في تورطه عمدا في إشعال النيران، في ما يرجح أن يكون فعلا إجراميا مدبرا. وقد وضع المتهم تحت تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة، في انتظار نتائج التحقيق لتحديد الملابسات والدوافع.
ويعد هذا الحريق ضربة موجعة للبيئة، لما تمثله غابة عين لحصن من رئة خضراء حيوية تحتضن تنوعا بيولوجيا نادرا، وتعد ملاذا للطيور والكائنات البرية، فضلا عن كونها متنفسا طبيعيا لساكنة تطوان والمناطق المجاورة.
وقد عبّر عدد من نشطاء البيئة عن قلقهم الشديد من تداعيات الحريق على التوازن البيئي المحلي، مطالبين بتشديد الرقابة على الغابات، خصوصا خلال فصل الصيف، وإطلاق حملات توعية وتحسيس للساكنة والزوار حول أهمية الحفاظ على البيئة وتفادي كل أشكال الإهمال أو التسبب العرضي في الحرائق.
وتبقى أعين السكان معلقة على جهود رجال الإطفاء ونتائج التحقيق، أملا في كشف الحقيقة كاملة وتقديم المتورطين إلى العدالة، حفاظا على ما تبقى من الثروة الطبيعية بالشمال المغربي.
Views: 7