في كشف مثير، أفادت صحيفة “واشنطن بوست” يوم الجمعة 26 سبتمبر 2025، مستندة إلى صور أقمار صناعية وتحليلات مستقلة، أن النظام الإيراني يواصل بناء منشأة عسكرية محصنة بشكل استثنائي في منطقة “كوه كَلَنغ” الجبلية، جنوب منشأة نطنز النووية. هذا الموقع، الذي اجتذب انتباه المراقبين الدوليين بعد الهجمات الأمريكية والإسرائيلية في يونيو الماضي، يكشف عن تصميم إيراني لتعزيز برنامجها التسليحي المشبوه، رغم الضغوط الدولية. وأظهرت الصور الأقمار الصناعية زيادة نشاط البناء تحت الأرض خلال الأشهر الأخيرة، مما يشير إلى استمرار طهران في إعادة بناء قدراتها بحذر، دون توقف تام.
يمتد المشروع في “كوه كَلَنغ”، حيث بدأ المهندسون الإيرانيون منذ 2020 بحفر أنفاق عميقة في جبال زاغروس، على بعد ميل واحد من نطنز. ورغم أن غرض المنشأة يبقى غامضًا، إذ لم تسمح طهران لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول، أثار عمقها وأبعادها تكهنات حول دورها كموقع تخصيب سري أو تخزين لليورانيوم المخصب. وصرح رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة، بأن طهران لم ترد على أسئلته المتعلقة بالموقع، مما يعزز الشكوك. وكان معهد العلوم والأمن الدولي قد أشار في مايو الماضي إلى بناء سياج أمني جديد حول الموقع، بينما تُقدر مساحة الأجزاء السطحية بحوالي 1.5 كيلومتر مربع، مع مداخل منفصلة شرقية وغربية.
أعلن النظام في 2020 أن الهدف هو تجميع أجهزة الطرد المركزي، لكن الخبراء يرون أن القاعات تحت الأرض قد تتجاوز عمق منشأة فوردو، التي استهدفتها الولايات المتحدة بقنابل خارقة خلال حرب الأيام الـ12. هذا الاكتشاف يثير قلقًا دوليًا حول نوايا طهران، خاصة مع استمرارها في تعميق أنشطتها العسكرية.
في سياق متصل، كشف المجاهدون الخلق الإيرانيون خلال السنوات الماضية عن 133 موقعًا نوويًا سريًا تابعًا للنظام الإيراني، مقدمين خدمة كبيرة للسلام الدولي. وفي 23 و24 سبتمبر 2025، نظمت جموع من مؤيديهم تظاهرات حاشدة أمام الأمم المتحدة في نيويورك، مطالبين بتفعيل آلية “الماشة النووية” لفرض عقوبات صارمة، معتبرين أن هذا الخطوة ضرورية لوقف طموحات طهران العسكرية.
هذا التقرير يضع العالم أمام مسؤولية فورية لمراقبة أنشطة النظام الإيراني، والضغط للسماح بتفتيش المواقع السرية، حفاظًا على الاستقرار الإقليمي.
Views: 8