نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية في فيرونا مساء يوم السبت 30 نونبر 2024، تحت أشراف القنصل العام السيدة وفاء الزاهي مؤتمرًا دوليًا بمدينة ترينتو الإيطالية، احتفاءً بالذكرى السنوية للمسيرة الخضراء وعيد الاستقلال. تمحور هذا الحدث حول النهوض الاقتصادي بالمغرب وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية الواعدة، خصوصًا في الأقاليم الجنوبية، إلى جانب التعريف بالمقومات السياحية والثقافية الغنية التي تزخر بها المملكة، في لقاء جسد عمق الشراكة المغربية-الإيطالية.
شهد اللقاء مشاركة وفد مغربي ضم شخصيات برلمانية و أكاديمية و صحفية و مسؤولين محليين، من بينهم السيد سيدي صالح الإدريسي، المائب البرلماني عضو لجنة الخارجية بمجلس النواب، والسيدة الرباب عيلال، نائبة برلمانية عضوة لجنة القطاعات الاجتماعية عن جهة العيون الساقية الحمراء ورئيسة النادي البلدي النسوي لكرة القدم. كما ضم الوفد الأستاذ الجامعي السيد بدر الدين قرطاح، رئيس مؤسسة ابن رشد للبحث العلمي والابتكار والتنمية المستدامة، والسيد مولاي البشير الشرفي، عضو المجلس الإقليمي بالسمارة، السيد فتحي خالد مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة بميلانو، إلى جانب السيد سيدي حمودي الفيلالي، المدير الجهوي للثقافة بجهة العيون الساقية الحمراء، والسيد محمد محمود بيلال، مدير مركز التأهيل المهني في فنون الصناعة التقليدية بالسمارة، والسيد الحسين المنصوري، رئيس القطب الاجتماعي بعمالة السمارة، والسيد هشام العباسي، مدير نشر جريدة اخباري ورئيس جمعيات المجتمع المدني بالسمارة.
من الجانب الإيطالي، كان الحضور متميزًا، بمشاركة شخصيات سياسية واقتصادية و السلطات المحلية والشركات الاستثمارية، مثل: السيد باتشر روبرتو، رئيس المجلس الإقليمي في ترينتينو ألتو أديجي، السيد باولو بيكولي، رئيس المجلس البلدي في ترينتو، السيد ماركو شيسارو عمدة بلدية كادونجي و رجل أعمال في قطاع الأغذية، السيدة جوليا هيل ، للمفوض امن، السيدة بييرا ديل فيسكو، مستشارة رئيس مقاطعة بيلونو، السيد جورجيو بوسا، نائب رئيس معرض لونغارون، السيد ألكسندرو لانتيري، أستاذ في جامعة ترينتو، إلى جانب حضور مكثف للجالية المغربية المقيمة في إيطاليا، التي أكدت أهمية مثل هذه الفعاليات في تعزيز الروابط الثنائية.
افتُتح اللقاء بعزف النشيدين الوطنيين للمغرب وإيطاليا، أعقبهما كلمة للسيدة وفاء الزاهي، القنصل العام للمملكة بفيرونا، التي أكدت فيها على ان هذه المبادرة تدخل في إطار العلاقات المتميزة والمتجدرة التي تجمع المغرب وإيطاليا بحكم كونهما حليفان اقليميان و صديقان تاريخيان ستشهد السنة المقبلة احتفالهما بمرور قرنين من الزمن من العلاقات الدبلوماسية بينهما و تجمع بينهما شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد تقوم على تعزيز الحوار السياسي حول القضايا الإقليمية في أفريقيا و الشرق الأوسط و البحر الأبيض المتوسط وترسيخ التعاون الاقتصادي و الثقافي وتعزيز التنسيق الأمني و إنشاء آلية استشارية حول الهجرة و الشؤون القنصلية.
كما اضافت بان هذا اللقاء يشكل مناسبة لسبر و استعراض مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين بتركيز خاص على اقاليم المغرب الجنوبية التي تعرف بفضل الرؤيا الرشيدة لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله نموا مستمرا على جميع الاصعدة و التي أضحت وجهة تتهافت عليها رؤوس الأموال الأجنبية و الزيارات السياحية من جميع الأصقاع.
في كلمته، أشار السيد سيدي صالح الإدريسي إلى أهمية تعزيز العلاقات التاريخية بين المغرب وإيطاليا، والتي تمتد إلى عهد السلطان محمد الثالث. ولفت إلى أن هذا التعاون يتجلى في أسماء بعض الفنادق بمدينة العيون التي تحمل طابعًا إيطاليًا، داعيًا رجال الأعمال الإيطاليين إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبيرة التي يوفرها المغرب، خاصة في ظل الاستقرار السياسي والبنية التحتية المتطورة.
من جهته، قدم الأستاذ بدر الدين قرطاح تصورًا حول الآفاق الاقتصادية والفرص المتاحة في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، خاصة في مجالات الطاقات المتجددة و الموارد الطبيعية، والتي تُعد من أبرز محركات التنمية المستدامة في المملكة، مشيدًا بمشاريع الطاقة الريحية والشمسية التي تندرج ضمن التوجهات الاستراتيجية للمملكة المغربية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي تهدف إلى جعل المملكة رائدة في هذا القطاع على مستوى القارة الأفريقية والعالم، كما أشار الاستاذ بدر الدين قرطاح في مداخلته، إلى الغنى الأركيولوجي للمناطق الجنوبية للملكة، مستشهدًا بموقع الغشيوات بالسمارة التاريخي كمورد ثقافي واقتصادي استثنائي.
أما السيدة الرباب عيلال، فأكدت على الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لتطوير البنية التحتية بمدينة العيون، مشيدة بدور السيد مولاي حمدي ولد الرشيد في تنزيل المشاريع التنموية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما سلطت الضوء على الدور البارز الذي تلعبه المرأة الصحراوية في المجتمع، معتبرة النادي البلدي النسوي لكرة القدم نموذجًا للتمكين الرياضي.
من جانبه، ركز السيد مولاي البشير الشرفي على الدعم الحكومي لتشجيع الاستثمار في جهة العيون، مؤكدًا أن الأقاليم الجنوبية أصبحت مركز جذب عالمي للمشاريع الكبرى.وتطرق السيد حمودي فيلالي على ما شهدته الأقاليم الجنوبية من تنمية ثقافية خصوصا مع تفعيل الورش الملكي الكبير لصيانة الثقافة الحسانية وما نتج عنه من تعزيز البنيات الثقافية و صيانة الثقافة الحسانية وتثمين التراث اللامادي والاركيولوجي ، وركز على مكانة المواقع الاركيولوجية الوطنية ودورها في تعزيز السياحة العلمية والثقافية بالجهة، فيما تطرق السيد محمد محمود بيلال إلى دور الصناعة التقليدية في تعزيز الاقتصاد المحلي وفتح آفاق جديدة للتشغيل. كما سلط السيد الحسين المنصوري الضوء على أهمية التنمية الاجتماعية المستدامة ودورها في تحقيق العدالة المجالية. وأكد السيد هشام العباسي على أهمية دور الإعلام والمجتمع المدني في تعزيز الحوار الثقافي ودعم الاستثمار، مشددًا على الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام إلى جانب المجتمع المدني كشريك أساسي للدولة. وأكد فتحي خالد، مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة بميلانو، على المؤهلات السياحية المتميزة للمغرب، مشيرًا إلى التسهيلات التي تقدمها المملكة لجذب المستثمرين الأجانب. جاء ذلك خلال لقاء مع فاعلين سياحيين بإيطاليا لتعزيز التعاون وترويج المغرب كوجهة سياحية رائدة.
و أشاد الحضور الإيطالي بالدينامية الاقتصادية التي يشهدها المغرب، معربين عن رغبتهم في تعزيز التعاون الثنائي معتبرين المغرب شريكًا استراتيجيًا بفضل استقراره وانفتاحه على الاستثمارات الأجنبية، الى جانب الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة، خاصة في الأقاليم الجنوبية.
اختتم اللقاء بتكريم مجموعة من الشخصيات الإيطالية التي ساهمت في تعزيز العلاقات الثنائية، مع التأكيد على أهمية الأقاليم الجنوبية المغربية كمحور استثماري واعد ومصدر للإبداع الثقافي والاقتصادي.