حوار أجراه : هشام العباسي/ مدير نشر الجريدة
نيويورك، 27 دجنبر 2024 – في إطار اللقاءات التواصلية التي تجريها جريدة ” أخباري ” مع بعض الدبلوماسيين المغاربة خارج التراب الوطني، أجرينا حوارا حصريا مع القنصل العام للمغرب في نيويورك السيد: عبد القادر الجموسي، الحوار جاء كالتالي :
س : بداية وأصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي أعضاء طاقم جريدة أخباري، أتوجه لكم سعادة القنصل العام بنيويورك بالشكر الجزيل على حسن الاستقبال وقبول إجراء حواري معكم.
بعد مسيرة حافلة من المهنية والحنكة و الدربة والمراس و العطاء والتحلي بروح المسؤولية ونكران الذات في خدمة الجالية المغربية، توج مساركم الدبلوماسي بالتفاتة سامية، وأنتم تحظون بالثقة الملكية الشريفة، بأن تم تعيينكم سفيرًا للمملكة بالكامرون. بهذه المناسبة السعيدة نهنؤكم على منصبكم الجديد. هلا تفضلتم بإحاطتي علما بجواب مقتضب عما كانت عليه مهمتكم بالديار الأمريكية منذ تعيينكم على رأس القنصلية العامة منذ 2019 ؟
ج : في مستهل حديثي لا بد لي أن أشير إلى دور القنصلية المغربية في خدمة الجالية المغربية بالديار الأمريكية، مذكرا بطبيعة الحال بالعلاقة التاريخية القوية التي تربط المغرب والولايات المتحدة الأمريكية منذ قرون خلت. وهي علاقة تاريخية مميزة، وخصوصا في عهد الرئيس المنتخب لولاية ثانية السيد: دونالد ترامب، الذي أقر نهاية ولايته السابقة بمغربية الصحراء وبسيادة المغرب على مجموع ترابه الوطني.
كما تجدر الإشارة إلى المكانة الفريدة للمغرب كأول دولة في العالم تعترف باستقلال الولايات المتحدة عن التاج البريطاني سنة 1777. فضلا عن كونه حليفا استراتيجيا متميزا من خارج حلف الناتو. فالعلاقات بين البلدين تقوم على أسس متينة من الصداقة والتعاون. إن المغرب والولايات المتحدة لا يربطهما فقط التاريخ المشترك، بل أيضًا شراكات استراتيجية تمتد إلى المجالات السياسية، الاقتصادية، والثقافية.
وهنا أستحضر العلاقة القوية التي تجمع الملك محمد السادس حفظه الله بالرئيس: دونالد ترامب لولاية ثانية، لأؤكد لكم دور هذه الصداقة في تعزيز التعاون بين البلدين، خصوصًا فيما يتعلق بقضايا التنمية والاستقرار الإقليمي.
س : بعد قضاء أيام قليلة بنيويورك استقيت بعض الانطباعات التي تجمع على وصف قنصليتكم بالنموذجية، كيف ذلك؟
ج : من خلال تسليط الضوء على القنصلية المغربية بنيويورك، جدير بي أن أشير إلى التحولات الكبيرة التي شهدتها القنصلية منذ افتتاح مقرها الجديد قبل سنتين تحت شعار: “كيف تخلق قنصلية نموذجية في أمريكا”. حيث عملنا على تحديث الإدارة بالاعتماد على الرقمنة وتأهيل الطاقم الإداري بطاقات شابة، بالإضافة إلى إنشاء منصة تفاعلية تربط القنصلية بالجالية. كما سعينا إلى تعزيز الشراكات مع فعاليات المجتمع المدني لتوسيع نطاق الخدمات”.
س : يبدو أن الانتقال من النمط القديم في الإدارة الى النمط الرقمي الجديد مرحلة ليست باليسيرة. فما هي استراتيجتكم المعتمدة في تجاوز الإكراهات؟
ج : بفضل التحديث الذي عرفته الإدارة باعتماد الخدمات الرقمية الميدانية المتطورة، شهدت الخدمات المقدمة للجالية طفرة نوعية ميدانية مهمة. فالقنصلية في الوقت الراهن أضحت تغطي مجموعة كبيرة من الولايات، مع افتتاح مركز جديد في ميامي يغطي 13 ولاية إضافية. كما أن لدينا برنامج سنوي للقنصلية المتنقلة يشمل خمس ولايات ذات كثافة جالية كبيرة، إضافة إلى الولايات المجاورة، وهذا ما مكننا من ضمان تغطية فعالة تشمل 25 ولاية سنويًا”.
وتجدر الإشارة كذلك إلى أن رقمنة الخدمات تنجز أكثر من 60% من الإجراءات عن بُعد، دون إغفال تقديم تسهيلات خاصة لكبار السن والحالات الطارئة. وذلك بفضل فريق متنقل يتوجه إلى أماكن إقامة المواطنين غير القادرين على التنقل.
س : فضلا عن المهام الإدارية الرسمية، هل للقنصلية من أنشطة موازية تؤطر الجالية وتبقيها على اتصال بهويتها وموروثها الثقافي والحضاري؟
ج : بخصوص تعزيز الهوية المغربية، ووعيا مني بأهمية الأنشطة الثقافية، كنت حريصا على أن تنظم القنصلية بصفة منتظمة ضمن مهامها الرسمية سلسلة من الأنشطة سعيا إلى صلة وصل الجالية المغربية بوطنها الأم. فنحن نلتزم ونسعد بكل فخر و اعتزاز بالاحتفال بالأعياد الوطنية والمناسبات الخاصة، كما ننظم أمسيات شعرية، ومعارض فنية، وفعاليات سينمائية لتعريف الأجيال الجديدة، وكذا الأصدقاء الأمريكيين بثراء وسماحة الثقافة المغربية.
ولقد قامت القنصلية بتوقيع أربع اتفاقيات أكاديمية مع جامعات مغربية، بالإضافة إلى تنظيم لقاءات مع جامعات أمريكية لتوسيع وعاء التبادل الأكاديمي.
وعلاقة بما ذكر، وفي سياق الدبلوماسية الموازية استضافت القنصلية اجتماع اللجنة التنفيذية لجمعية القناصل الأجانب بنيويورك لمناقشة الاحتفال بالذكرى المئوية للجمعية. وهي مناسبة لوقوف الدبلوماسيين الأجانب و عموم الأمريكيين والجالية على نمط المعمار وعبقرية الصانع والحرفي المغربي من خلال الزخارف والنقوشات والمنمنمات التي تنطق بها مرافق القنصلية، التي توحي للزائر بالحمولة الثقافية والحضارية للمغاربة وافريقية وغربية تجاوز عمرها 12 قرنا.
كما لا تفوتني الفرصة للإشادة بالموارد البشرية للقنصلية التي تبذل ما في وسعها خدمة للجالية، سواء من خلال تسجيل قدومها الى الديار الأمريكية أو تسهيلات المساطر والإجراءات الإدارية والقانونية، أخذا بعين الاعتبار ظروف التنقل من وإلى القنصلية، وإن كانت القنصلية قد فتحت مند مدة موقعنا الكترونيا يستعرض جميع الخدمات المقدمة، بحيث يكفي تعبئة الطلبات رقميا والتواصل عبر البريد الإلكتروني و مواقع التواصل الاجتماعي. .
القنصلية تراهن على تعزيز التواصل مع الجالية وتسجيل قدومها إلى أمريكا لضمان تسهيل الإجراءات الإدارية و القانوية ، مثل وثائق التقاعد الخ…أما زوار القنصلية من المرتفقات والمرتفقين من الجالية، فإن المصالح الإدارية تحاول جهد المستطاع تسريع الخدمات لصالحهم، من قبيل الحصول على الوثائق المتعلقة بالتقاعد الخ…
وفي كلمة ختامية، أكد القنصل العام أن الجهود المبذولة من قبل القنصلية المغربية بنيويورك تعكس الرؤية الملكية السامية التي تهدف إلى خدمة الجالية المغربية بالخارج وتكرس ارتباطها بالوطن الأم. حيث أورد في كلمته : ” نسعى دائمًا إلى الارتقاء بمستوى الخدمات وتعزيز العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة، بما يعود بالنفع على وطننا وجاليتنا في بلاد العم سام”.
المقاربة التشاركية للقنصلية في سياق انفتاحها على فعاليات المجتمع المدني حاورت الجريدة السيد سمير فقيه؛ رئيس الجمعية المغربية الأمريكية للثقافة، الذي مافتئ أن أثنى على الخدمات المميزة للقنصلية، حيث قال : ” القنصلية تقوم بعمل رائع، سواء عبر القنصلية المتنقلة في فلوريدا أو في نيويورك. علما أن الاستجابة للحالات الطارئة تتم بسرعة، والخدمات المقدمة تتميز بالاحترافية”.