يبدأ الاتحاد الأوروبي، ابتداءً من اليوم الأحد، العمل بنظام الدخول والخروج الجديد (EES)، الذي يعتمد على البصمة البيومترية وصور الوجه لتسجيل بيانات المسافرين القادمين من خارج منطقة شنغن، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن ومراقبة تنقلات الزوار، لكنها قد تُحدث تغييرات ملموسة في تجربة السفر نحو أوروبا.
النظام الجديد، الذي سيُعمم تدريجياً على 29 دولة أوروبية قبل أن يُصبح إلزامياً بشكل كامل بحلول أبريل 2026، يفرض على المسافرين القادمين من دول مثل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، ودول الشرق الأوسط، تقديم بصمات أربع أصابع وصورة رقمية للوجه عند الوصول إلى أحد مطارات أو موانئ شنغن عبر أجهزة إلكترونية حديثة.
ووفق ما أعلنت السلطات الأوروبية، فإن عملية التسجيل الأولى قد تستغرق بين دقيقتين وخمس دقائق، مع توقع حصول ازدحامات مؤقتة في بعض المطارات الكبرى مثل شارل ديغول في باريس وهيثرو في لندن بالنسبة للعابرين نحو أوروبا. كما سيُسجل النظام بيانات الخروج آلياً، لتحديد فترات الإقامة القانونية والكشف عن أي تجاوز للمدة المسموح بها، وهو ما قد يؤدي إلى حظر دخول لمدة ثلاث سنوات للمخالفين.
ويأتي هذا النظام الجديد نتيجة مباشرة لهجمات باريس عام 2015 وبرلين عام 2016، التي كشفت عن ثغرات في تتبع حركة المسافرين غير الأوروبيين، حيث كان النظام القديم يعتمد فقط على ختم الجوازات الورقي، ما جعله عرضة للأخطاء والتزوير.
ورغم أن المشروع تمت المصادقة عليه من طرف البرلمان الأوروبي والمجلس في نوفمبر 2017، إلا أن مشاكل تقنية وجائحة كورونا أخرت دخوله حيز التنفيذ إلى سنة 2025. ويؤكد الاتحاد أن البيانات البيومترية ستُخزن لمدة ثلاث سنوات فقط، في إطار احترام صارم لمعايير حماية الخصوصية (GDPR).
وحسب التقديرات الأوروبية، من المنتظر أن يُسهم النظام الجديد في توفير نحو 500 مليون يورو سنوياً عبر الحد من حالات التزوير والإقامة غير القانونية، غير أنه في المقابل قد يؤدي إلى زيادة زمن الانتظار بالمطارات بنسبة تصل إلى 20 في المائة خلال الأشهر الأولى من تطبيقه.
وفي سنة 2024، سجّل الاتحاد الأوروبي نحو 200 مليون عبور حدودي لمواطنين من خارج أوروبا، ويتوقع أن يُتابع النظام الجديد ما يقارب 90 في المائة من هذه العمليات إلكترونياً، في خطوة وُصفت بأنها بداية لمرحلة “الحدود الذكية” داخل فضاء شنغن.
Views: 7

