متابعة : خالد علواني
على إثر الفاجعة المأساوية، التي اودت بحياة الطفل محمد الراجي البالغ من العمر 12 عاما، غرقا في نهر أم الربيع، قام عامل إقليم خنيفرة بزيارة ميدانية إلى عائلة الفقيد، حيث التقى بهم بجنبات النهر لتقديم العزاء والمواساة لهم في فقدان فلذة كبدهم. وخلال الزيارة عبر السيد عامل الإقليم عن تضامنه العميق مع الأسرة، مؤكدا على إن جميع الفرق المختصة تبذل قصارى جهدها، وتعمل على مدار الساعة مستخدمة كل الإمكانيات المتاحة، من أجل العثور على جثة الطفل الهالك، وتمنى عامل الإقليم السيد عادل اهوران أن تكلل جهود فرق البحث بالنجاح في العثور على الجثة، حتى تتمكن العائلة من وداع فقيدها العزيز وتجاوز هذا الألم العميق.
ويذكر أنه منذ غرق الضحية على مستوى حي الدباغة خنيفرة، تواصل كل من الوقاية المدنية، والسلطة المحلية والدرك الملكي جهودها لانتشال جثة الطفل الغريق بنهر أم الربيع، واستمر البحث دون انقطاع في هذه الاجواء الباردة، حيث قامت فرق الغطس بعدة محاولات لكن دون جدوى حتى الآن.
وفي إطار تعزيز جهود الإنقاذ أطلقت عمالة إقليم خنيفرة وجهاز الدرك مبادرة تعتمد على استخدام طائرات الدرون في محاولات العثور على الجثة، وشملت عمليات التمشيط المناطق الوعرة على طول مجرى النهر وامتدت حتى منطقة مزدلفان وآيت أسحاق وبحيرة سد احمد الحنصالي، ولا زالت الجهود متواصلة حتى الوصول إلى نتيجة حاسمة.
وحسب معلومات احد المسؤولين بالوقاية المدنية بخنيفرة، أن البحث عن الغرقى في الأنهار يعد أكثر صعوبة مقارنة بالبحيرات لعدة أسباب منها: التيارات القوية والجريان المستمر لنهر أم الربيع الذي يتميز بتيارات مائية باردة دائمة قد تكون سريعة أو متغيرة، مما يؤدي إلى انجراف الجثة لمسافات طويلة بعيدا عن موقع الغرق، ما يصعب عمليات التحديد الدقيق لمكانها، هذا الى جانب أن التضاريس المتغيرة في قاع النهر عادة ما تكون غير مستوية ومليئة بالصخور، والحفر، وجذوع الأشجار، مما قد يعيق الغواصين والمعدات المستخدمة في البحث، هذا الى جانب أن الأمطار الاخيرة عكرت مياه النهر مما تسبب في انخفاض الرؤية تحت الماء ويجعل البحث أكثر تعقيدا، مضيفا أن العوائق الطبيعية ايضا لها اسبابها كوجود جذوع الأشجار، النباتات المائية الكثيفة، قد يؤدي إلى احتجاز الجثة أو إخفائها في أماكن يصعب الوصول إليها، بالمقابل يضيف ذات المسؤول فإن عمليات البحث عن الغرقى بالبحيرات غالبا ما يكون أكثر استقرارا، بسبب ضعف او انعدام التيارات، والرؤية الجيدة مما يجعل عمليات البحث أكثر دقة وأقل تعقيدا، وأعرب ذات المسؤول عن تفهمه لحجم المصيبة التي ألمت بالعائلة المكلومة، مؤكدا أن فرق الوقاية المدنية تبذل كل ما في وسعها لإنهاء هذه المأساة في أقرب وقت ممكن.